عرفة البنداري
الاتفاق الأمريكي- الروسي يعطل مشروع القرار المصري بمجلس الأمن
هدنة العشر أيام والخطأ الإجرائي أبرز أسباب روسيا لمعارضة مشروع القرار
روسيا ترى أن مشروع القرار فرصة للمسلحين لإعادة ترتيب صفوفهم
استخدمت روسيا والصين، أمس الاثنين، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار، تقدمت به كل من مصر ونيوزيلندا وأسبانيا، من أجل وقف الأعمال القتالية في حلب.
الموقف الروسي من المشروع الذي حصل على دعم 11 من أعضاء مجلس الأمن، بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لاقى معارضة صينية وروسية، وهو ما يفتح الباب للتساؤل حول الأسباب التي أدت إلى هذا الموقف الروسي، في ظل التناغم بين وجهات النظر المصرية والروسية في سوريا.
الموقف الروسي أعلن عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبل التصويت على مشروع القرار، حيث أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق قريب بين بلاده وواشنطن، ينهي قضية حلب، وينص على خروج كافة المسلحين من المدينة.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلبيني، في موسكو، إن واشنطن قدمت للجانب الروسي مقترحات جديدة حول حلب تنسجم مع مواقفه، مشددا على ضرورة أن يتضمن الاتفاق خروج جميع المسلحين من حلب، أما من يرفض الخروج، فسوف يتم التعامل معه باعتباره إرهابي.
ولفت لافروف إلى أن خبراء روس وأمريكيين سوف يبدأون العمل قريبا في جنيف، لصياغة الاتفاق، مؤكدا أن بلاده لديها باعث على الأمل في نجاح الجهود الثانية "الروسية – الأمريكية" لإنهاء قضية حلب وإعلان وقف إطلاق النار هناك وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وحذر لافروف، خلال المؤتمر الصحفي، من طرح مشروع القرار الجديد بشأن حلب للتصويت في مجلس الأمن الدولي، ووصف الخطوة بأنها أمرا ضارا لا ينسجم مع المشاروات الأمريكية – الروسية بشأن تسوية في حلب، ووصف مشروع القرار بأنه يتعارض مع المقاربات الأمريكية – الروسية حاليا بصفتهما الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سوريا.
وشدد لافروف على أن المشكلة الأساسية الروسية بالنسبة لمشروع القرار، هو حديثه عن وقف إطلاق النار، وليس عن خروج المسلحين من حلب، دون مطالبة أولئك المسلحين بضرورة وقف إطلاق النار أو الخروج من حلب، بل منحهم مهلة 10 أيام لحسم موقفهم النهائي من وقف إطلاق النار.
الخبرة التي اكتسبتها موسكو من عملياتها العسكرية في سوريا، بسحب ما ذكر لافروف، تقول إن المسلحين المعارضين سوف يستغلون تلك المهلة لإعادة ترتيب صفوفهم، والحصول على المزيد من التعزيزات التي من شأنها إعاقة تطهير حلب الشرقية من وجودهم.
من جهته، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، خلال اجتماع لمجلس الأمن خصص لمناقشة مشروع القرار، إن بلاده رفضت الموافقة على وثيقة مشروع القرار لأنها لا تتضمن خروج المسلحين من حلب.
ولفت المندوب الروسي إلى أن عرض الوثيقة للتصويت في مجلس الأمن يعد انتهاكا لقواعد عمله، موضحا أن مشروع القرار وزع بين أعضاء المجلس لدراسته قبل التصويت في الساعة 11.20 من يوم الاثنين بتوقيت نيويورك فقط، ويجب انتظار مدة 24 ساعة على الأقل قبل إجراء الاجتماع حول الوثيقة بحسب ما ذكرت قناة روسيا اليوم
