الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

. #قصة_حقيقية (المتسول الأخرس) في لبنان في أثناء الحرب الأهلية (1990 – 1975)


.
  • #قصة_حقيقية (المتسول الأخرس) في لبنان

    في أثناء الحرب الأهلية (1990 – 1975)
    كان يتنقل في بعض شوارع بيروت رجلٌ متسول ، رث الثياب ، كريه الرائحة ، وسخ الوجه و اليدين ، حافي القدمين ، أشعث شعر الرأس و اللحية ، و هو فوق ذلك أبكم (أخرس)،
    لم يكن يملك ذلك (المتسول الأخرس) سوى معطف طويل أسود بائس ممزق قذر يلبسه صيفاً و شتاءً.
    و كان بعض أهل بيروت الطيبين يتصدقون على ذلك (المتسول الأخرس) و يلاطفونه ،
    كان عفيف النفس إلى حدّ كبير ، فإن تصدّق عليه أحدهم برغيف خبز قبل منه ، و إن تصدق عليه بربطة خبز (عشرة أرغفة) لم يقبل ،
    وزإن أعطاه أحدهم كأس شاي قبِل منه ، و إن أعطاه مالاً لم يقبل ،
    و إن أعطاه أحدهم سيكارة قبِل منه ، و إن أعطاه علبة (20 سيكارة) لم يقبل ؛ كان دائم البسمة ، مشرق الوجه ، مؤدباً لطيفاً مع الصغير و الكبير.
    لم يكن له اسم يُعرف به سوى : (الأخرس).
    لم يشتكِ منه أحد ، فلا آذى إنسانا ً، و لا اعتدى على أحد ، و لا تعرض لامرأة ، و لا امتدت يده إلى مال غيره ، و لا دخل إلى بناء لينام فيه ، فقد كان يفترش الأرض ، و يلتحف السماء .
    مرة أخرى بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي ؛ و كان الموت أقرب إلى أحدهم من سريره الذي ينام عليه.
    كانت الحرب الأهلية الطاحنة ما زالت مستعرة ، و كان الحديث عن ظروف الاجتياح و أخبار الناس و أحوالهم و الحوادث التي وقعت مثيرة ،
    و تربع على عرش الحديث الكلام عن القصص الغريبة و العجيبة التي وقعت أثناء اجتياح الجيش الإسرائيلي لبيروت.
    و كانت المفاجأة الكبرى في الحديث عن (المتسول الأخرس)، الذي ظهر فجأة ، و اختفى فجأة ،
    ظهر وكأنه قادم من زمن آخر ، و مكان آخر ، بل و من كوكب آخر ،
    و اختفى بشكل دراماتيكي أصاب الناس بصدمة و ذهول لا ينتهيان ،
    فقد دخل الجيش الإسرائيلي بيروت ، و اجتاحها من عدة محاور ، و لاقى أثناء تقدمه البطيء مقاومة شرسة من أهلها الأبطال ، و عانى أهل بيروت من القصف الوحشي و القنص المخيف و القذائف المدمرة ، و استغرق ذلك عدة أشهر .
    بينما كان (المتسول الأخرس) غير عابئ بكل ما يجري حوله ، و كأنه يعيش في عالم آخر.
    و لأن الحرب تشبه يوم القيامة {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} فلم ينفع تنبيه بعض الناس (للمتسول الأخرس) عن خطورة وصول الجيش الإسرائيلي إلى تلك الشوارع و الأزقة التي كان يتجول فيها و ينام على قارعتها في بيروت الغربية.
    و مع اشتداد ضراوة الحرب و وصول طلائع الجيش الإسرائيلي إلى بيروت الغربية يئس الناس من (المتسول الأخرس)، فتركوه لشأنه ، و وقف بعضُهم عند زوايا الطرق و أبواب الأبنية يراقبون مصيره.
    و تقدمت جحافل الجيش الإسرائيلي ، و اقتربت من (المتسول الأخرس)
  • يحملون بَنادقهم المذخرة بالرصاص ، و يضعون أصابِعهم على الزناد ، و هم يتلفتون بحذر شديد .
    كان الجو رهيبا ً، مليئاً بالرعب ، و المكان مليئ بالجثث و القتلى ، و رائحة الدم ، و دخان البارود تنبعث من كل مكان .
    تقدموا جميعاً من (المتسول الأخرس)، و هو مستلقٍ على الأرض ، غير مُبال بكل ما يجري حولَه ، و كأنه يستمع إلى سيمفونية بيتهوفن (القدر يقرع الباب)،
    و عندما صاروا على بُعد خطوتين منه انتصب قائماً ، و رفع رأسه إلى الأعلى كمن يستقبل الموت سعيداً ،
    رفع المقدم الإسرائيلي يده نحو رأسِه ،
    و أدَّى التحية العسكرية (للمتسول الأخرس)، قائلاً بالعبرية :
    [باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أحييكم سيدي الكولونيل (العقيد)، و أشكركم على تفانيكم في خدمة إسرائيل ، فلولاكم ما دخلنا بيروت].
    و ردَّ (المتسول الأخرس) التحية بمثلها بهدوء ، و على وجهه ذات البسمة اللطيفة ، و قال مازحاً بالعبرية : [لقد تأخرتم قليلاً]، و صعد العربة العسكرية المصفحة ، و تحركت العربة المصفحة ، و خلفها ثلاث عربات مرافقة ، تاركة في المكان كل أنواع الصدمة و الذهول ، و أطناناً من الأسئلة .
    كان بعض المثقفين الفلسطينيين ممن يتقنون العبرية قريبين من المكان ، و كانوا يسمعون الحوار ، لقد ترجموا الحوار ، لكنهم عجزوا عن ترجمة وجوه الناس المصدومة من أهالي تلك الأحياء البيروتية التي عاش فيها الجاسوس الإسرائيلي (المتسول الأخرس










  • اذا اتممت القراءه علق بما يحلو لك..

  •  🙋 علق ولو بحرف شكرا لكل ممن سجل اعجابه🦋✴️
                    _____________________

التعليق ولو بحرف يجعل المنشور يصل إلى كافة المتابعين. ...
_____________________________________________________________________________________



لا تنسي 
دعمنا  بلايك وتعليق تشجيعا منكم للمواصلة 
وليكن تعليقك اسم من اسماء الله الحسني 

للمزيد من قصص تاريخية (#تاريخنا_الأسلامي.) يرجي متابعتنا علي