- اسطورة السيف الدمشقيتقول الاسطورة السورية إنّ الإله «حُدُد» كان يرسل إلى الدمشقيين برقاً يضرب به قاسيون، فيترك في ترابه آثاراً هي عبارة عن نترات حديدية، كان يخرج السيوفيون (صناع السيوف) ليستخرجوها من ترابه، وليبدؤوا أولى خطوات صناعة هذا السيف الخارق ، حيث إنّ نترات الحديد، التي يتركها البرق في تراب الجبل، كانت تشكّل العنصر الأول في صناعة السيف هذا، فتُجبل بمزيج لا يعرفه إلا شيخ الكار، فتخرج العجينة التي يُشكّل منها السيف، وتوضع في الأتون حتى تنال منها النار، فتصبح مطواعة بيدي الصانع، وبعدها يدقّ ذلك الحديد مرات ومرات حتى يرقّ ويتّخذ الشكل المطلوب، ومن ثمّ يُجلخ حتى يصبح قادراً على شقّ الهواء، بحسب ما تقوله الأسطورة، ومن ثمَّ يُلمّع وتُنقش عليه كلمات مناجاة للإله "حُدُد"، كالصلاة التي تقول: "حُدُد، لم يخسر حربه كلّ مَن حمل سيفك"، وبعد دخول الإسلام إلى دمشق، صارت الآيات القرآنية هي التي تُنقش على السيف.ازدهرت صناعة السيوف الدمشقية في العصرين الأموي والعباسي، وتوسّع انتشار صناعتها إلى المدن المجاورة مثل حلب، كما وصلت إلى مصر في عصر المماليك. انتقلت السيوف الدمشقية وطريقة صناعتها إلى الأندلس؛ إلّا أنّ صيتها انتشر بشكل كبير إبّان الحملات الصليبية،، وحيكت عنها الروايات والأساطير في اوروبا ، مثل أنّها حادّة لدرجة كافية لشطر إنسان بضربة واحدة، الأمر الذي كانت تعجز عنه السيوف التقليدية آنذاك.لقد حيّر سرّ صناعة هذا السيف كلّ صانعي السيوف في أوروبا، حيث حاولوا، جاهدين على مر العصور، اكتشاف كيف يصنع، والمواد الداخلة في صناعته، إلا أنّ كلّ تلك المحاولات باءت بالفشل، وظلّ السر مقتصراً على صناع دمشق، حيث ان الحرفة بقيت سرّاً طيّ الكتمان تتناقلته الأجيال.تتميز هذه السيوف، التي يُعتقد أنها صُنعت أصلا في دمشق. بخاصيتين فريدتين لا تتوفران في الأصناف الأوروبية:أولاهما ذلك الوشي المتموج، المعروف باسم داماسك damask، الذي يزين سطحها ؛وثانيتهما ـ وهي الأهم ـ النصل المرهف البالغ الحدة، الذي يقترن بالحكاية التي تروي كيف استطاعت السيوف الدمشقية قطع منديل حريري يجول في الهواء، عمل بارع ربما لا يضاهيه أي سلاح أوروبي.وعلى الرغم من هذه الشهرة الواسعة لهذه السيوف وفاعليتها، لم يتمكن الغربيون قط من معرفة سر صناعة فولاذها (وهو فولاذ استُعمل أيضا في صناعة الخناجر والفؤوس ونِصال الرماح)، حتى إن إنتاجه على نحو مطابق قد استعصى على كبار علماء المعادن وأرباب صناعة النِّصال الأوروبيين، على الرغم من استحضار عينات منه وتحليلها تحليلا مستفيضا. ولعل فن إنتاج هذا الفولاذ اندثر في أرض نشأته نفسها.
- وللسيف الدمشقي نصب تذكاري في ساحة الأمويين وسط العاصمة "دمشق"، يدل ويشير إلى قوة المدينة ومنعتها وإرثها الحضاري، ويحكي عن الانتصارات والإنجازات من خلال المعارك التي خاضها سكان المنطقة في الذود عن حمى مدينتهم .المصدر : مجلة العلوم الامريكية
لا تنسي
دعمنا بلايك وتعليق تشجيعا منكم للمواصلة
وليكن تعليقك اسم من اسماء الله الحسني
للمزيد من قصص تاريخية (#تاريخنا_الأسلامي.) يرجي متابعتنا علي